تقديم

الحمد لله الذي عمت نعمته العوالم كلها، وجعل العلماء ورثة الأنبياء ما لم يميلوا إلى الدنيا وصحبهم التوفيق والتقوى، ومن استودعه الله علم دينه وعمل به ولم يكتم به شيئا لمن احتاج إليه كان من ورثة النبيئين عليهم الصلاة والسلام. نسأل الله سبحانه أن يجعلنا منهم بجاه النبي وآله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الكرام وصحابته الأعلام.

    أما بعد، فأقول وفقني الله تعالى وبه أستعين فإنه خير معين: اعلم أسعدنا الله وإياك بطاعته أني وضعت هذا التقييد بعد الاستخارة للراغب في الخير والحريص على تحصيل بعض ما يحتاج إليه مما فتح به المولى الكريم من المسائل الجليلة والفوائد الشريفة والأسرار اللطيفة والذخائر النفسية التي هي نصيحة شيخنا سيدي محمد بن ناصر الدرعي رضي الله عنه ونفعنا به في الدارين آمين:

جمعت جـوابا في كثير المســـائل           بمشهــــور قول من علوم زكيــــة

على شيخنا بحر العلوم مع التـقى         فريد الزمان ذي العلوم الســـنية

وقطب الأنام غوثهم وإمـــــــامهم          وداعي العباد للطريق الســـويـة

محمد الشيخ الهمــام بـن نــــــاصر         بدرعة منهــــل الكنوز الصـــــفيـة

قال الشيخ رضي الله عنه في جواب مسائل سئل عنها: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد فالذي نفته لا الظاهر أنه يعني (لا) في قولنا لا إله إلا الله. أن يكون في الوجود مستحق لأن تكون له العبودية سوى الله تعالى، والمثبت بإلاَّ هو الواجب الوجود الخالق للعالم الذي هو مسمى الله تعالى، ويعتقد عند قول كلمة الرسالة أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول حق من الله إلى العالمين، ليس بشاعر ولا كاهن ولا مجنون، كما قالت الجاهلية، وأنه عبد الله، فضل على جميع الخلق ليس بإله ولا بابن الإله كما اعتقدت النصارى في نبيهم، فهو صلى الله عيه وسلم بشر لا كالبشر، كما أن الياقوت حجر لا كالحجر، قال البوصيري رضي الله عنه:  قــال: