ولد أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد الكبير بن الشيخ مَحمد بن ناصر الدرعي بتمكروت سنة 1142هـ، في أسرة مشهورة بالعلم والفضل
تلقى تعليمه بالزاوية الناصرية – مجمع العلماء الأقطاب ومحج طلبة العلم من كل حدب – على والده عبد السلام بن محمد الكبير ابن ناصر، وعمّه أبو يعقوب يوسف بن محمد الكبير، حفظ عليه القرآن وهو ابن تسع، واخذ على أحمد بن محمد الورزازي التطواني وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وأبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي، ومحمد بن أحمد الحضيكي السوسي، ومحمد بن الحسن البناني، ومحمد التاودي ابن سودة المري، ومحمد بن أبي القاسم السجلماسي الرباطي، وعبد الرحمن بن إدريس المنجرة، وأبي حفص عمر بن عبدالله الفاسي…
كما اخذ من المشارقة على جماعة، منهم مرتضى الزبيدي، وأحمد الدرديرالمالكي، ومحمد الصبان الشافعي، شارح الخلاصة، ومحمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير. له رحلتان إلى المشرق: الكبرى سنة 1196هـ، والصغرى سنة 1212هـ.
أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد المدني بن عبد السلام، ومحمد العمري التمكروتي، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، محدث المدينة، ومحمد بن قدور الزرهوني، ومحمد بن محمد الأمير المالكي، ومحمد بن محمد التهامي الرباطي، والقاضي العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني، وأحمد بن علي الدمنهوري. وأجاز، رحمه الله، خلقا كثيرا إجازة عامة، منهم: السلطان المولى أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي، وكانت له عنده حظوة ومنزلة خاصة
أما مؤلفاته فمنها: الرحلة الناصرية الكبرى، والرحلة الصغرى، دوّن فيهما رحلتيه إلى المشرق، وكتاب: المزايا فيما أحدث من البدع بأم الزوايا وأجوبة في نوازل شتى، ورسائل وتقاييد، وفهرسة وغير ذلك.
توفي، رحمه الله، ليلة السبت ثاني عشر صفر الخير عام 1239هـ.